ليس من المبالغة القول إن قضية تبني المثليين للأطفال مثيرة للجدل ويصبح هذا النقاش مراراً وتكراراً محتدم. لكن من المهم أن يتطرق المجتمع إلى هذا الموضوع
من الجدير بالاعتبار السياق العالمي والقانوني بالنسبة لتبني المثليين للأطفال بادئ ذي بدء. هو أمر قانوني في ٢٧ دولة وكانت هولندا الدولة الأولى التي سمحت به عام ٢٠٠١. وستصبح سويسرا الدولة التالية التي تسمح بتبني المثليين للأطفال عقب استفتاء صوت فيه ٦٤٪ من المواطنين لصالح الاقتراح. في البلدان التي أجرت استطلاعات الرأي حول هذه المسألة، يتراوح التأييد الشعبوي بين ٧٪ في أوكرانيا إلى ٨٣٪ في هولندا
حين نوازن بين الحجج المؤيدة والحجج المعارضة يتضح لنا فوراً أن الأسباب المؤيدة أقوى بكثير. قضية تبني المثليين للأطفال ليست قضية المساواة فحسب، بل قضية حقوقهم الإنسان. إذا منع المجتمع الأزواج من نفس الجنس من التبني فإنه ينتهك حقوقهم الإنسان. لن يكون من الصائب منع مجموعات أخرى من تبني الأطفال، فلماذا هذا المنع عادل بالنسبة للمثليين؟
بناءً على فكرة حقوق الإنسان، يوجد لكل طفل حق في أسرة وأوصياء يحمونه ويعيلونه وليس من الممكن الإنكار أن التبني أفضل من دار للأيتام. كان هناك ١٧٠٠٠٠ طفل عام ٢٠١٧ بحاجة إلى التبني في الولايات المتحدة فقط، وأكثر من هذا في جميع أنحاء العالم. ويبلغ متوسط عمر هؤلاء الأطفال سبع سنوات وتريد الأغلبية الساحقة من الأزواج الراغبة في التبني أن تتبنى رضيع. من هنا يمكننا أن نستنتج أن تبني المثليين للأطفال أمر إيجابي لأنه لا يوجد عدد كافٍ من الأزواج بين الجنسين لتبني كل الأطفال المحتاجين
يوجد الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تصم المثليين وهي مفاهيم ينعدم فيها الدليل الدامغ عليها ومن المفيد تفكيك بعضها
١. يحتاج الأطفال إلى أم وأب
لا يوجد أي دليل علمي يساند هذه الفكرة. ما يحتاج الأطفال إليه هو الحب ولا يوجد سبب يمنع الآباء من نفس الجنس من إعطاء هذا الحب
٢. من المرجح أن يكبر أطفال الأزواج من نفس الجنس ليصبحوا مثليين أو يعانون من مشاكل نفسية أو تنموي
لا يوجد دليل يشير إلى أن الآباء من نفس الجنس يؤثروا على الميل الجنسي لأطفالهم، ولا بشكل سلبي على نموهم النفسي. على العكس من ذلك، تشير الدراسات إلى أن أطفال الأزواج من نفس الجنس يعانون من مشاكل اجتماعية أقل، وسلوكهم أقل خرقاً للقواعد، وسلوكهم الخارجي أقل عدوانية مقارنة بأطفال الأزواج من الجنس الآخر. لذلك فمن الخطأ من الناحية الواقعية القول إن الآباء من نفس الجنس يؤثرون سلبياً على أطفالهم بسبب ميولهم الجنسية.
٣. لا يمكن للمثليين توفير منازل مستقرة
حين نتخيل الوالدين المفضلين ينصرف الذهن إلى صور من أشخاص مع وظائف جيدة، ومنازل مناسبة، وعلاقات شخصية قوية. ويوجد الكثير من الصور النمطية التي تصور المثليين كأشخاص غير أخلاقيين وخائنين وغير جديرين بالثقة. ويفكر الكثير من الناس بسبب هذه الصور أن المثليين ليسوا آباء مناسبين. لكن هذه الصور تعميمات ويوجد الكثير من المثليين جديرين بالثقة ومحبوبين ومسؤولين. من هنا ليس من الصائب القول إن هذه الصور صحيحة أو دقيقة. وبالتتالي، لأن هذه الصور لا تصور المثليين بشكل حقيقي، لا يجوز والحالة هذه أن المثليين لا يمكنهم توفير منازل مستقرة للأطفال
ربما كان يوجد حالات لأشخاص مثليين غير مناسبين لتبني للأطفال ومع ذلك لا يخلو الأمر من أمثلة الأزواج من الجنس الآخر لا يستطيعوا رعاية أطفالهم أيضاً، السبب الآخر هو لماذا يوجد عدد هائل من أطفال بحاجة إلى التبني. خلاصة القول إنه لا يوجد أي سبب علمي أو نفسي الذي يبرر منع تبني المثليين للأطفال. الاعتراضات الوحيدة المقبولة هي اعتراضات دينية أو أخلاقية، والحل لها سهل جداً: إذا فكرتم أن تبني المثليين للأطفال خاطئ، فلا تدخلوا بأي علاقة مثل جنسية ولا تتبنوا أطفال. مع ذلك، ليس لديكم الحق في أن تملوا منطلقاتكم على الآخرين وتمنعوهم من تبني للأطفال